للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن ابن الأدرع) (١) قال كنت احرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لبعض حاجته قال فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون مرائيا (٢) قال قلت يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن (٣) قال فرفض يدي (٤) ثم قال انكم لن تنالوا هذا الأمر (٥) بالمغالبة قال ثم خرج ذات ليلة وانا احرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي بالقرآن قال فقلت عسى أن يكون مرائيا (٦) فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إنه أواب قال فنظرت فإذا هو عبد الله ذو البجادين (٧) (باب ما جاء في الترهيب من الكبر والخيلاء) (عن عبد الله بن مسعود) (٨) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر فقال رجل يا رسول الله اني ليعجبني ان يكون ثوبي غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه افمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال لا ذاك الجمال إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر صفه الحق وازدرى الناس (عن عقبة بن عامر) (٩) أنه سمع رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول


مختلف فيهما (١) (سنده) حدثنا وكيع انا هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابن الادرع الخ (غريبة) (٢) الظاهر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى منه امارات الرياء (٣) يعني انه رجل صالح (٤) أي تركها من يده (٥) أي الثواب على الأعمال ورضا الله عز وجل (بالمغالبة) أي بالغلبة والقهر والقوة واظهار الصلاح وانما تنال بالعجز والاخلاص والالتجاء إلى الله عز وجل (٦) انما قال ذلك لأنه ظن ان هذا مثل ذاك فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ظنه بقوله إنه أواب أي كثير الرجوع الله بالتوبة والاخلاص في العمل (٧) البجاد الكساء وجمعه بجد بضم أوله وثانيه وقال ابن اسحاق حدثني محمد بن ابراهيم التيمي قال كان عبد الله رجلا من مزينة وهو ذو البجادين يتيما في حجر عمه وكان محسنا له فبلغ عمه أنه اسلم فنزع منه كل شيء اعطاه حتى جرده من ثوبه فأتى أمه فقطعت له بجادها باثنتين فاتزر نصفا وارتدى نصفا ثم اصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله ذو البجادين فالتزم بابي فألتزم بابه وكان يرفع صوته بالذكر فقال عمر أمراء هو؟ قال بل هو أحد الأواهين اهـ وقيل كان اسمه عبد العزى فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وعزفت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه دعني ادله على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانا فاتخذ بجادا من شعر وطرحه على عورته ثم لحقهم فأخذ بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وانشأ يرتجز
(هذا أبو القاسم فاستقيمي * تعرض مدارجا وسومي * تعرض الجوزاء في النجوم) (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ابن الادرع وأورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) وله شواهد كثيرة تعضده (باب) (عن عبد الله بن مسعود الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب استحباب اللباس الجميل والتواضع فيه من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة ٢٨٨ رقم ١٨٦ (٩) (سنده) حدثنا هاشم ثنا عبد الحميد ثنا شهر بن حوشب قال سمعت رجلا يحدث عن عقبة بن عامر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (بقيته) اني لأحب الجمال واشتهيه حتى اني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك

<<  <  ج: ص:  >  >>