للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في معاذ بن جبل رضي الله عنه]-

(٣٥٠) (وعن أبي منيب الأحدب) قال حطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال: إنها رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وبعض الصالحين قبلكم، اللهم دخل آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة، ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرحمن بن معاذ، فقال عبد الرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين


ثنا الأوزاعي حدثني حسان عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا قال فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش الصوت قال فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتًا ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات فقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الفجر لغير ميقاتها قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله قال صل الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك معهم سبحة وسكت عنه داود هو والمنذري وبه تعلم أن في رواية أحمد إسقاط كلمة هي (فسمعته) قبل قوله (من السحر) ونظم الكلام هكذا: (فسمعته من السحر رافعًا صوته بالتكبير) الخ.
(٣٥٠) (سنده) (١) ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا ثابت بن زيد ثنا عاصم عن أبي منيب الأحدب قال الخ (غريبه وشرحه) (٢) أي لحديث أنس بن مالك "الطاعون شهادة لكل مسلم" ولحديث أبي هريرة "المبطون شهيد والمطعون شهيد" ولحديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد، روى هذه الأحاديث البخاري في كتاب الطب من صحيحه (٣) أي لحديث أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اجعل فناء أمتي قتلًا في سبيلك بالطعن والطاعون" قال المنذري رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير ورواه الحاكم من حديث أبي موسى وقال صحيح الإسناد اهـ قلت وأقره عليه الذهبي والمراد بالأمة هنا أصحابه وقد اختار الله لمعظمهم الشهادة إما بالقتل وإما بالطاعون إعظامًا لأجورهم قال الراغب نبه بالطعن على الشهادة الكبرى وهي القتل في سبيل الله وبالطاعون على الشهادة الصغرى وقال غيره أراد صلى الله عليه وسلم أن يحصل لخيار أمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن (٤) أي سبب قبض أرواحهم (٥) أي وقد أصابه الطاعون (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في أواخر كتاب الجهاد من كتابه (الترغيب والترهيب) بهذا اللفظ وقال رواه أحمد بإسناد جيد اهـ ورواه الحاكم في المستدرك حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر أنا بن وهب أخبرني عثمان بن عطاء عن أبيه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع الوباء فقال يا أيها الناس هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم ونحب الصالحين قبلكم ثم قال معاذ وهو يخطب اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة فبينا هو كذلك إذ أتي فقيل طعن ابنك عبد الرحمن فلما أن رآه أباه معاذ قال يقول عبد الرحمن يا أبت الحق من ربك فلا تكون من الممترين قال يقول معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين

<<  <  ج: ص:  >  >>