(٣٥٠) (سنده) (١) ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا ثابت بن زيد ثنا عاصم عن أبي منيب الأحدب قال الخ (غريبه وشرحه) (٢) أي لحديث أنس بن مالك "الطاعون شهادة لكل مسلم" ولحديث أبي هريرة "المبطون شهيد والمطعون شهيد" ولحديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد، روى هذه الأحاديث البخاري في كتاب الطب من صحيحه (٣) أي لحديث أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اجعل فناء أمتي قتلًا في سبيلك بالطعن والطاعون" قال المنذري رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير ورواه الحاكم من حديث أبي موسى وقال صحيح الإسناد اهـ قلت وأقره عليه الذهبي والمراد بالأمة هنا أصحابه وقد اختار الله لمعظمهم الشهادة إما بالقتل وإما بالطاعون إعظامًا لأجورهم قال الراغب نبه بالطعن على الشهادة الكبرى وهي القتل في سبيل الله وبالطاعون على الشهادة الصغرى وقال غيره أراد صلى الله عليه وسلم أن يحصل لخيار أمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن (٤) أي سبب قبض أرواحهم (٥) أي وقد أصابه الطاعون (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في أواخر كتاب الجهاد من كتابه (الترغيب والترهيب) بهذا اللفظ وقال رواه أحمد بإسناد جيد اهـ ورواه الحاكم في المستدرك حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر أنا بن وهب أخبرني عثمان بن عطاء عن أبيه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع الوباء فقال يا أيها الناس هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم ونحب الصالحين قبلكم ثم قال معاذ وهو يخطب اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة فبينا هو كذلك إذ أتي فقيل طعن ابنك عبد الرحمن فلما أن رآه أباه معاذ قال يقول عبد الرحمن يا أبت الحق من ربك فلا تكون من الممترين قال يقول معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين