للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في معاذ بن جبل رضي الله عنه]-

(٣٥١) (وعن إسماعيل بن عبيد الله) قال قال معاذ بن جبل (رضي الله عنه) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحزة يأخذ بمراق الرجل، يستشهد الله به أنفسهم، ويزكي بها أعمالهم، اللهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه، فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد، فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم

(باب ما جاء في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه)


فمات من الجمعة إلى الجمعة آل معاذ كلهم ثم كان هو آخرهم سكت عنه الحاكم وثبت في مسند أحمد من عدة طرق حسان وصحاح أن شرحبيل بن حسنة أنكر على عمرو بن العاص أمره الناس أن يتفرقوا عن الطاعون في الشعاب والأودية حينما وقع بالشام فقال لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من بعير أهله (يريد أنه كان وقتئذ كافرًا) إنه دعوة نبيكم ورحمة ربكم وموت الصالحين قبلكم فاجتمعوا له ولا تفرقوا عنه فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال صدق ومنه يعلم أمره إياهم بالتفرق عنه كان لعدم بلوغه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ولك أن تقول أن عمرًا راعى الأسباب العادية فأمر جنده بالتفرق في هذه البقاع حيث يطيب الهواء وشرحبيل غلب جانب التوكل على جانب الحيطة والحذر والله أعلم. راجع الفتح الرباني وشرحه في أبواب الطاعون والوباء ج ١٧ ص ٢٠٣ وما بعدها.
(٣٥١) (سنده) (١) ثنا أبو أحمد الزبيدي ثنا مسرة بن معبد عن إسماعيل بن عبيد الله قال الخ (غريبه) (٢) بضم الدال المهملة وفتح الميم المشددة وقوله أو كالحزة بضم الحاء المهملة وفتح الزاي المشددة القطعة من اللحم قال الجوهري حزه واحتزه قطعه (٣) هو بفتح الميم وتخفيف الراء وتشديد القاف قال في النهاية المراق ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق جلودها واحدها مرق قاله الهروي وقال الجوهري لا واحد لها اهـ وهذا الحديث من أعلام النبوة فقد فتح المسلمون الشام ووقع بهم الطاعون الذي ذكرت أماراته في هذا الحديث في عهد عمر سنة ثمان عشرة (تخريجه) قال المنذري رواه أحمد عن إسماعيل بن عبيد الله عن معاذ ولم يدركه اهـ ومثله قال الهيثمي ورمز السيوطي في الجامع الصغير لصحته.
(باب) معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي، أبو عبد الرحمن، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، يجتمع أبواه في عبد شمس، أسلم هو وأبوه أبو سفيان وأخوه يزيد بن أبي سفيان وأمه هند عند فتح مكة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا وكان أحد الكتاب لرسول الله ٩ صلى الله عليه وسلم، وهو أخو أم المؤمنين حبيبة بنت أبي سفيان. ولى عمر أخاه يزيد على الشام حتى مات سنة بضع عشرة فولاه عمر مكان أخيه يزيد فلم يزل معاوية واليًا على الشام في عهد عمر إلى نهايته، وأقره عثمان مدة خلافته وأضاف إليه الشام كلها، وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص.

<<  <  ج: ص:  >  >>