للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي أبي الدحداح (رضي الله عنه)]-

أقيم حائطي بها فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أعطه إياها بنخلة في الجنة، فأبي فأتاه أبو الدحداح فقال بعني نخلك بحائطي ففعل، فأتي النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا رسول الله أني قد ابتعتك النخلة بحائطي قال فاجعلها له فقال قد أعطيتكما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارًا قال فأني أرأته فقال يا أم الدحداح أخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع أو كلة تشبهها.

حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج، أنا شعبة من سماك بن حرب (عن جابر بن سمرة) قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ابن الدحاح (قال حجاج على أبي الدحداح) ثم أني بفرس معروري فعقله رجل فركبه فجعل يتوقص به ونحن نتبعه نسعى حلقة قال فقال رجل من القوم إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كم عذق معلق أو مدلي في الجنة لأبي الدحداح قال حجاج في حديثه قال رجل معنا عن جابر بن سمرة في المجلس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من عذق مدلي لأبي الدحداح في الجنة.


(غريبه) (١) قوله وأنا أقيم أقيم حائطي بها الخ الحائط هنا المراد به الجدار وإقامة الحائط بالنخلة معناه اعتماده عليها واستناده إليها والظاهر أن صاحب الجدار كان فقيراً لا يستطيع أن يدفع ممن النخلة لذلك أمر (صلى الله عليه وسلم) صاحب النخلة أن يتركها له بنخلة في الجنة (٢) أي فأتي صاحب النخلة ليشتريها منه حتى يعطيها لصاحب الجدار بنخلة في الجنة (٣) العذق بكسر أوله هو الغصن من النخلة وأما العذق بالفتح فهو النخل بكمالها وليس بمراد هنا، وراح معناها صار.
(تخريجه) الحديث أورده الهيثمي في المناقب بهذا اللفظ وقال رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح أهـ.
(٣٦٦) (٤) قوله صلى أي صلاة الجنازة وقوله على ابن الدحداح وفي رواية على بن أبي الدحداح ولا نعارض بني الروايتين لجواز أن يكون له ولد مسمي باسم أبيه (٥) كان الإتيان وبالفرس ولكوبه حيث انصرف من الجنازة كما في بعض روايات مسلم وقوله (معروري) هو بضم الميم وسكون المهملة وبفتح الراءين بينهما واو ساكنة والراء المتطرفة منونة معناه عري لا شيء على ظهره (فعفله رجل) أي أمسكه وحبسه (يتوقص) أي يتوثب (٦) القائل قال رجل الخ هو جابر بن سمرة الصحابي وقوله عند جابر بن سمر إظهار في موضع الأضمار والمعني أن رواية حجاج أحد شيخي محمد بن جعفر فيها بعد انصرافه (صلى الله عليه وسلم)، من تشييع الجنازة روي الحديث "كم من عذق مدلي لأبي الدحداح في الجنة" وأما رواية شعبة فتفيد أن الرجل قدوري الحديث أثناء رجوعهم معه (صلى الله عليه وسلم) من تشييع الجنازة (تخريجه) الحديث في الجزء الخامس من المسند من ٩٠، ٩٥ وأخرجه مسلم في كتاب الجنائز من صحيحة حدثنا محمد بن المثني ومحمد بن بشار حدثناً محمد بن جعفر حدثنا شعبة به والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>