للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي ذر (رضي الله عنه)]-

(وعن الأحنف بن قيس) قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه، قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال قلت ما يفر الناس، قال، إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

(عن أبي أمامة) (رضي الله عنه) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المجد جالسًا وكانوا يظنون أنه ينزل عليه فانصروا عنه حتى جاء أبو ذر (رضي الله عنه)، فاقتحم فأتي فجلس ليه فأقبل عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر هل صليت اليوم قال لا قال قم فصل فلما صلي أربع ركعات الضحي أقبل عليه فقال يا أبا ذر تعوذ من شر شياطين الجن والأنس قال يا بني الله وهل لأنس شياطين، قال نعم (شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غررًا) ثم قال يا أبا ذر ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة قال بلى جعلني الله فداءك قال قل: لا حول ولا قوة إلا بالله قال فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله قال ثم سكت عني فاستبطلت كلامه قال قلت يا نبي الله أنا كنا أهل جاهلية وعبادة أو ثان فبعثك الله رحمة للعاملين أرأيت الصلاة ماذا هي قال خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر، قال قلت يا نبي الله أرأيت الصيام ماذا


عبد الله بن لهيعة - بفتح اللام وكسر الهاء - بن عقبة الخضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وأبن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون أهـ.
(٣٧٣) (سنده) (١) ثنا عبد الرازق ثنا سفيان عن المغير بن النعمان ثنا عبد الله بن يزيد بن الأقنع الباهلي ثنا الأحنف بن قيس قال الخ.
(٣٧٤) (سنده) (٢) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا معان بن رفاعة حدثني على ابن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي إمامة قال الخ (غريبة) (٣) كان أصحابه (رضي الله عنهم) يظنون أنه ينزل عليه الوحي فكفوا عن الكلام معه (صلى الله عليه وسلم) (٤) أي دخل في صفوف الصحابة وخاض في جموعهم حتى جلس إليه (صلى الله عليه وسلم) قال في المختار: قحم في الأمر رمي بنفسه فيه من غير رويه وبايه خضع وأقحم فرسه النهر فأقحم أي أدخل أبو ذر نفسه جموع الصحابة ولكنها في مجمع الزوائد (فاقتحم) كما كتبها الشيخ رحمه الله بخطة هنا وكل من جهة اللغة صحيح (٥) إجابة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن للأنس شياطين وتلا عليه شاهداً لذلك قول الله عز وجل في سورة الأنعام (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرفت القول غرورا) (٦) أي خير عبادة وصفها الله للتقرب بها إليه ويجوز في لفظ (موضوع) الجر على الإضافة وتأويله ما ذكرنا والرفع على النعت أي خير وضعه الله عز وجل

<<  <  ج: ص:  >  >>