للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي ذر (رضي الله عنه)]-

(حدّثنا عبد الله حّدثني أبي) ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن مجاهد عن إبراهيم يعني ابن الأشتر أن أبا ذر (رضي الله عنه) حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت أبكي أنه لا يدلي بنفسك وليس عندي ثوب يسعك كفنا فقال لا تبكي فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين قال فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة ورقة "وفي رواية في قرية أو جماعة، فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقي الطريق فأنك سوف ترين ما أقول فأني والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأني ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق قال فبيننا هي كذلك إذا هي بالقوم تخدي بهم رواحلهم كأنهم الرجم فأقبل القوم حتى وقعوا عليه فقالوا مالك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيمك ما قال أبشروا، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من امرؤين مسمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وسبرا فيريان النار أبدًا ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو


(٣٧٧) (١) إبراهيم بن الأشتر روي عن أبيه وعمر وروي عنه ابنه مالك ومجاهد وغيرهما ذكره ابن حبان في الثقات كان من أعيان الأمراء بالكوفة وكان شجاعاً وهو الذي قتل عبيد الله بن زياد الأمير في وقعة الخازر سنة سبع وستين وقتل مع مصعب بن الزبير في ألو سنة اثنين وسبعين أهـ ملخصاً من تعجيل المنفعة للحافظ ابن حجر (٢) الربذة من قري المدينة على ثلاثة أميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز وكان قد خرج إليها أبو ذر مغاضباً لعثمان بن عفان (رضي الله عنه) فأقام بها إلى أن مات في سنة ٣٢ أهـ (٣) أي لا قدرة لي على تجهيزك ودفنك (٤) أي جماعة (٥) الرفقة بضم الراء وكسرها الجماعة ترافقهم في سفرك والجمع رفاق (٦) الأول بالبناء للمعلوم أي ما قلت كذباً على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والثاني بالبناء بالمجهول أي ما حدثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكذب (٧) أي تسير بهم مسرعة، الخدي بالخاء المعجمة المفتوحة والدال المهملة الساكنة آخرة ياء تحتية - ضرب من السير يقال خدي يخدي خدياً فهو خاد بوزن رمي يرمي رمياً فهو رام وروى (تجد بهم رواحلهم) بالجيم والدال المهملة المشددة والجد في السير معناه الإسراع والاجتهاد فيه وفي الحديث كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا جد به السير جمع بين الصلاتين "والراحلة" من الإبل البعير القوي القوي على الأسفار والأحمال والذكر والأنثي فيه سواء والهاء للمبالغة وجمعه رواحل (٨) بفتحين نوع من الطوير وأحدثه رخمة (٩) أي قال كل منهم لأبي ذر فداك أبي وأمي (١٠) أي في أعناق رواحلهم (١١) ذكر هذا الحديث في هذا الموطن غير واضح وقد ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد في الحديث في ترجمة أبي ذر معزواً لأحمد بلفظ "فقال أبشروا فأنتم الذين قال رسول اله (صلى الله عليه وسلم) فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون، ورواه الحاكم في المستدرك من طريق مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر وفيه. "فقال لهم أبشروا فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لنفر أنا فيهم "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين مأمن

<<  <  ج: ص:  >  >>