للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)]-

(عن أبي سعيد الخدري) قال: كنت في حلقة من حلق الأنصار، فجاءنا أبو موسي كأنه مذعور فقال أن عمر أمرني أن آتيه، فأتيته فاستأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، وقد قال ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، من استأذن ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع فقال: لتجيئن ببيه على الذي تقول وإلا أوجعنك، قال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورًا -أو قال فزعًا- فقال أستشهدكم، فقال أبي بن كعب: لا يقوم معك إلا أصغر القوم، قال أبو سعيد وكنت أصغرهم فقمت معه، وشهدت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: من أستأذن ثلاثًا لم يؤذن له فليرجع.


(٣٨٩) (سنده) (١) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا سفيان يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال الخ وسفيان في السند هو أنب عيينة (غريبة) (٢) "الحلقة" بفتح فسكون جمعها (الحلق) بفتحين على غير قياس وقال الأصمعي الجمع (حلق) بكسر وفتح ثانية بدرة وبدر وقصعة وقصع وحكي يونس عن أبي عمرو بن العلاء (حلقة) في الواحد بفتحتين والجمع (حلق وحلقات) قال ثعلب كلهم يجيزه على ضعفه كذا في لمختار (٣) أي خائف قال في المختار ذعره (أقرعه وبابه قطع والاسم الذعر بوزن العذر وقد ذعر فهو مذعور أهـ (٤) ههنا حذف بعد قوله (فليرجع) يدل عليه السياق والروايات الأخرى تقديره) (فدخلت عليه بعد ذلك وأخبرته أني جئت فاستأذنت فلم يؤذن لي فرجعت لقوله (صلى الله عليه وسلم) "من استأذن ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع، فقال لتجيئن الخ) (٥) قال القرطبي أبو موسى كان عالماً بكيفية الاستئذان وبعدده فاستأذن على نحو ما علم وأما عمر (رضي الله عنه) فإنما كان عالماً بمشروعية الاستئذان ولم يعلم بالعدد فلذا أنكر واستبعد ان يخفي عليه ذلك مع ملازمته النبي (صلى الله عليه وسلم) وإنما أنكر وأغلط وقال أقم البية وإلا أوجعتك ليسد باب النقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما أقامها اعتذر إليه بقوله (أودت أن أتثبت) (٦) فيه إشارة إلى شهرة حديث الاستئذان عندهم حتى أن أصغرهم قد سمعه (٧) زاد في رواية عبيد بن عمير عند البخاري ومسلم وأبي داود وأحمد (فقال عمر خفي على هذا من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألهاني عنه الصفق بالأسواق) وزاد في رواية أبي موسي عند أبي داود (فقال لأبي موسى أني لم اتهمك ولكن عن الحديث عن رسول الله) صلى الله عليه وسلم) شديد) وروي مالك عن ربيعة بن عبد الرحمن وعن غير واحد من علمائهم في هذا (فقال عمر لأبي موسي أما أني لم اتهمك ولكن خشيت أن يقول الناس على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)) (تخريجه) أخرجه البخاري ومسلم في الاستئذان وأبو داود في الأدب في باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان. بالجزء ١٧ ص ٣٤٥:
(فائدة) في الحديث من الفوائد أن العالم المستبحر في العلم قد يخفي عليه من العلم ما يعرفه الصغير وفيه التنبت في خبر الواحد يقول عمر لأبي موسي (لتجيئن ببينه على الذي تقول وإلا أوجعتك) ولا حجة له فيه لأنه لم يرد الحديث وإنما شك فيه لأنه قد لزم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يسمعه منه ولأنه خاف أن يتقول

<<  <  ج: ص:  >  >>