للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال السعدي: " وفي قوله: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ونحوها من الآيات، دليل لمذهب أهل السنة والجماعة، أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة ". (١)

وقال الشيخ ابن باز: " والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان، وأن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما أهلا، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه، وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى ما خلق له ". (٢) ووافقه ابن عثيمين في كلامه رحمه الله. (٣)

ولا شك أن معتقد أهل السنة والجماعة في مسألة خلق الجنة والنار واضح وبين في قولهم بأنها مخلوقتان وذلك لصراحة وقوة الأدلة من القرآن والسنة والتي من جملتها هذه الآية وقوله تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}.

والسنة تؤيد ذلك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار) (٤)، وأنه عليه السلام قد قال أيضا: (عذبت امرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض) (٥)، إلى غير ذلك من الأدلة التي ليس لها حصر في إثبات خلق النار. (٦)


(١) تفسير السعدي ص ٤٥.
(٢) فتاوى بن باز (٢/ ٨٥).
(٣) انظر: فتاوى بن عثيمين (٣/ ١٨٦).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب قصة خزاعة - حديث ٣٣٣٣ (٣/ ١٢٩٧).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب السلام - باب تحريم قتل الهرة - حديث ٢٢٤٢ (٤/ ١٧٦٠).
(٦) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (١/ ٢٧٨)، وحجج القرآن (١/ ٧٦)، والإنتصار في الرد على المعتزلة والقدرية (٩/ ٢٨).

<<  <   >  >>