للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطوفي (١) مؤيدا هذا الاستنباط: " وحجة الجمهور هذا النص - أعدت للكافرين - إذ المعدوم لا يقال له أعد، فهو معدوم، ولأنه ثبت أن آدم عليه السلام دخل الجنة ثم أخرج منها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة والنار ليلة الإسراء، وأن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة ". (٢)

وعندما خالف المعتزلة معتقد أهل السنة والجماعة في قولهم بأسبقية خلق الجنة والنار، فإنه لم تكن لهم حجة إلا أنهم قالوا: أنه لا حاجة إليها، وإنما حاجتها في الآخرة، فإيجادها قبل الآخرة عبث. (٣)

وبهذا يتبين من صريح الأدلة السابقة واتفاق من سلمت معتقداتهم من أهل السنة والجماعة سلامة استنباط السمعاني ومن وافقه من جملة المفسرين، وبطلان قول المعتزلة القائلين بأن النار لم تخلق بعد.


(١) الطوفي: هو أبوالربيع، نجم الدين عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري البغدادي، الحنبلي، ولد سنة ٦٥٧ هـ، له تصانيف كثيرة تربو على الأربعين، منها: إبطال الحيل، والآداب الشرعية، والإشارات الإلهية، توفي عام ٧١٦ هـ انظر: مقدمة كتابه الإشارت الإلهية تحقيق حسن قطب (١/ ١٠١ - ١٥٣)، ومعجم المؤلفين (٤/ ٢٦٦).
(٢) الإشارات الإلهية (١/ ٢٤٩).
(٣) انظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٤٢٠)، والإشارات الإلهية (١/ ٢٤٩).

<<  <   >  >>