للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عاشور في هذا الاستهلال: " دعوة تظهر فيها المناسبة بين وحدة النوع ووحدة الاعتقاد ". (١) وقال الزحيلي: "وإنشاء جميع البشر من نفس واحدة يدل على قدرة الله تعالى وعلمه وحكمته ووحدانيته، كما يوجب شكر النعمة، ويرشد إلى وحدة الأصل والنوع الإنساني، مما يقتضي وجوب التعارف والتعاون بين الناس لأنهم من أصل واحد وأب واحد، فهم إخوة، وما على الإخوة إلا التآلف، لا التناحر والتقاتل". (٢) وممن قال به أيضا أبو حيان، والماوردي، ومحمد أبو زهرة، والسعدي. (٣)

واستنبط أيضا من هذه الآية بأن حصر الذرية في النوعين المذكورين في الآية يقال فيه بعدم نوعية الخنثى وأنها تندرج تحت أحد النوعين، ووجه الاستنباط أن الله سبحانه اقتصر خلق الذرية من الرجال والنساء فدل على عدم وجود نوع آخر، وأنه لو كان موجودا لذكر في الآية، قال ابن عطية: " وحصره ذريته إلى نوعين الرجال والنساء مقتض أن الخنثى ليس بنوع، وأنه وإن فرضناه مشكل الظاهر عندنا، فله حقيقة ترده إلى أحد هذين النوعين ". (٤) وممن قال به أيضا محمد رشيد رضا. (٥)

لكن وفق ابن العربي فأجاد في الرد على هذا الاستنباط قائلا: " هذا جهل باللغة وغباوة عن مقطع الفصاحة وقصور عن معرفة سعة القدرة ... وأما ظاهر


(١) التحرير والتنوير (٤/ ١٢٢).
(٢) التفسير المنير (٧/ ٣٠٨).
(٣) انظر: البحر المحيط (٣/ ٤٩٢)، والنكت والعيون (١/ ٤٦٦)، وزهرة التفاسير (١/ ١٥٦٣)، وتفسير السعدي ص ١٦٣.
(٤) المحرر الوجيز (٢/ ٦٧).
(٥) تفسير المنار (٤/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>