للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن فلا ينفي وجود الخنثى " (١)، ثم ذكر الآية وأجاب عنها بقوله " فهذا إخبار عن الغالب في الموجودات، وسكت عن ذكر النادر لدخوله تحت عموم الكلام الأول، والوجود يشهد له والعيان يكذب منكره " (٢).

وأيده على ذلك القرطبي ووافقه، (٣) وقال أبو حيان في سبب عدم الذكر: " ولما كانت الخنثى مما يحزن بوجوده لم يذكره تعالى ". (٤)

يخلص الأمر على سلامة استنباط السمعاني، وأن القول بأن خلق هؤلاء الناس من نفس واحدة فيه بيان لقدرة الرب - سبحانه -، حيث إنك ترى ملايين الخلق من عهد آدم عليه السلام وحتى تقوم الساعة وأصلهم واحد هو آدم عليه السلام، فأي شيء أعظم من هذه القدرة وهذه المنة.


(١) أحكام القرآن لابن العربي (٧/ ٩٦).
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١٦/ ٥٢).
(٤) البحر المحيط (٩/ ٣٤٩).

<<  <   >  >>