للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غيره، أو عدم متابعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناصرتهم له، ودفع الأعداء عنه. (١)

قال الجويني (٢): "إن الربّ تعالى أراد بذلك من أراد الكفر وتكذيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والحيد عن سنن الحق وترتيب المعنى ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين المقتدين به نوله ما تولى فإن سلم ظهور ذلك فذلك وإلا فهو وجه في التأويل لائح ومسلك في الإمكان واضح فلا يبقى للمتمسك بالآية إلا ظاهر معرض للتأويل ". (٣)

ومن حجج هؤلاء ما ذكره أبو حيان حيث قال: " وما ذكره ليس بظاهر الآية المرتب على وصفين اثنين، لا يلزم منه أن يترتب على كل واحد منهما، فالوعيد إنما ترتب في الآية على من اتصف بمشاقة الرسول وإتباع سبيل غير المؤمنين". (٤)

وممن قال بعدم جواز الآية أن تكون حجة للإجماع ابن حزم، والغزالي، والبغدادي، والطوفي، وابن عاشور وغيرهم. (٥)


(١) انظر: الإحكام للآمدي (١/ ٢٥٩)، والمستصفى (١/ ١٣٨).
(٢) هو إمام الحرمين أبو المعالي عبدالملك بن يوسف الجويني النيسابوري، صاحب التصانيف، ولد سنة ٤١٩ هـ، من مصنفاته: البرهان في أصول الفقه، والشامل، والإرشاد، توفي في نيسابور سنة ٤٧٨ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٦٨ - ٤٧٢)، والأعلام (٤/ ١٦٠).
(٣) البرهان في أصول الفقه (١/ ١١٩).
(٤) انظر: البحر المحيط (٣/ ٣٦٦).
(٥) انظر: الإحكام لابن حزم (٤/ ٥٢٨)، والمستصفى (١/ ١٣٨)، والفقيه والمتفقه (١/ ٢٢٦)، والإشارات الإلهية للطوفي (٢/ ٤٩ - ٥٦)، والتحرير والتنوير (٤/ ٢٥٥).

<<  <   >  >>