للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبد، وغلب عليه الرجاء، فنبّه بصفة الملك أو المالك ليكون من عمله على وجل، وأن لعمله يوماً تظهر له فيه ثمرته". (١)

وذهب بعض المفسرين أن إضافة يوم الدين لملكه سبحانه لها أيضاً معنىً آخر وإن كان لا يعارض المعاني الأولى المستنبطة بقولهم أن تخصيص الملك ليوم الدين لعظمةِ ذلك اليوم وشدّةِ هوله وما يحصل فيه من بعث العباد وحشرهم ومحاسبتهم. قال ابن عطية: " لكن خصّصه بالذكر لعظمه في جمعه وحوادثه ". (٢)

وممن ارتضى هذا القول من المفسرين: أبو حيان، وأبو السعود. (٣)

وبعد النظر فيما ذكره المفسرون يمكن أن نجمع بين الاستنباطات فيكون تخصيص ملك الله ليوم الدين بالذكر من بابِ إظهارِ ملكه في ذلك اليوم وانقطاع أملاك الآخرين، كما قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}،وكذلك لما فيه من إثبات بعث العباد، ومجازاتهم، وحسابهم، وكذلك لعظم هذا اليوم وما يقع فيه من أمورٍ جسام، وأهوالٍ عظام، وعلى هذا فلا منافاة بين الاستنباطات، والله أعلم.


(١) البحر المحيط (١/ ٩).
(٢) المحرر الوجيز (١/ ٤٢).
(٣) انظر: درج الدرر في تفسير الآي والسور (١/ ٨٧)، والبحر المحيط (١/ ٩)، وإرشاد العقل السليم (١/ ١٥).

<<  <   >  >>