للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإرادته، فأفعال العباد لا تدخل تحت مشيئة الله وإرادته، فالله لم يقدرها ولم يردها وإنما فعلوها هم استقلالًا، وأهل السنة توسطوا، وقالوا: للعبد اختيار ومشيئة وفعل يصدر منه ولكنه لا يفعل شيئًا بدون إرادة الله ومشيئته وتقديره. قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. فأثبت للعباد عملا هو من خلق الله تعالى وتقديره. وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ". (١)

وليس هناك غرابة فقد كان السمعاني رحمه الله شوكا في أعين المخالفين الذين يخالفون ما يعتقده أهل السنة والجماعة وذلك في الرد على الطوائف الضالة وخصوصا القدرية فقد تكرر في تفسيره رحمه الله عدة مواضع فيها في الرد على هذه الطائفة، ولعل السبب أنه مذهبه في الاعتقاد كان على القدرية قبل أن يكون على مذهب أهل السنة والجماعة، فأصبح بعد ذلك ذابا عن معتقد أهل السنة والجماعة، لكن نكتفي بهذه دون سواه لكثرة تكرر استنباطاته في هذا الأمر. (٢)


(١) شرح الواسطية للفوزان (١/ ٩٠). وللاستزادة انظر الإيمان الكبير (٢/ ٤٠٢)، شرح لامية بن تيمية (١٨/ ١١).
(٢) وردت عدة آيات أثبت فيها السمعاني أن فيها رد على القدرية. انظر: تفسير السمعاني (١/ ٢٥٦)، (٢/ ١٣٤)، (٢/ ١٨٣)، (٢/ ٢٣٤)، (٢/ ٣١٨)، (٢/ ٤٠٦)، (٣/ ٨٢)، (٣/ ٢٤٦)، (٥/ ١٤١).

<<  <   >  >>