للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

باللسان فحسب ولا يلزم مع ذلك إيمان القلب والجوارح والأركان فأبطل السمعاني معتقدهم هذا بهذه الآية ذات الدلالة الظاهرة.

قال القرطبي: " وفي هذا رد على الكرامية حيث قالوا: إن الايمان قول باللسان وإن لم يعتقد بالقلب، واحتجوا بقوله تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا}، ولم يقل: بما قالوا وأضمروا، وبقوله عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم) (١)، وهذا منهم قصور وجمود، وترك نظر لما نطق به القرآن والسنة من العمل مع القول والاعتقاد ". (٢)

وبنحوه قال الرازي، والبيضاوي، والنسفي، وابن عادل الحنبلي. (٣)

وقال الرازي: " والإيمان ليس عبارة عن التصديق اللساني، والدليل عليه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} نفى كونهم مؤمنين، ولو كان الإيمان بالله عبارة عن التصديق اللساني لما صح هذا النفي ". (٤)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه - باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة - حديث رقم ٢٥ (١/ ١٧)، ورواه ابن حبان في صحيحه - باب فرض الإيمان - حديث ١٧٤ (١/ ٣٩٩).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٩٣).
(٣) انظر: مفاتيح الغيب (٢/ ٣٠١)، وأنوار التنزيل (١/ ١٦٢)، ومدارك التنزيل (١/ ٦٢)، واللباب في علوم الكتاب (١/ ٧١٤).
(٤) مفاتيح الغيب (٢/ ٣٠١).

<<  <   >  >>