للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخطبها إليه فتزوجها) (١) ..

(وعن نفيسة بنت منية قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة، وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، كل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك، قد طلبوها وذكروا لها الأموال فلم تقبل. فأرسلتني دسيسا (٢) إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد أن رجع في عيرها من الشام، فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟ فقال: ((ما بيدي ما أتزوج به)) قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاية ألا تجيب؟ قال: ((فمن؟)) قلت: خديجة. قال: ((وكيف لي بذلك؟)) قلت: بلى وأنا أفعل، فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت الساعة كذا كذا، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، فحضرت، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمومته فزوجه أحدهم) (٣).

وعن ابن عباس فيما يحسب حماد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه، فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة: إن محمد بن عبد الله يخطبني


= وفضلا. وإن كان في المال قل، فإنما المال ظل زائل، وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد، ولها فيه مثل ذلك. فقال عمرو (أخوها): هو الفحل الذي لا يقدع أنفه فأنكحها منه. الروض الأنف للسهيلي ١/ ٢١٣.
(١) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ١٨٨، ١٨٩.
(٢) دسيسا: خفية.
(٣) السيرة الحلبية ١/ ٢٢٣، ٢٢٤.

<<  <   >  >>