للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فزوجني إياه فزوجها إياه فخلقته (١)، وألبسته حلة، وكذلك كانوا يفعلون بالآباء. فلما سري عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة. فقال: ما شأني؟ ما هذا؟ قالت: زوجتني محمد بن عبد الله. فقال: أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري. قالت خديجة: ألا تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران، فلم تزل به حتى رضي) (٢).

(وعن عمار بن ياسر أنه كان إذا سمع يتحدث به الناس من تزوج رسول الله خديجة يقول: أنا أعلم الناس بتزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها. كنت من إخوانه، فكنت له خدنا وإلفا في الجاهلية، وإني خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فمررنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم لها، فنادتني، فانصرفت إليها، ووقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أما لصاحبك في تزوج خديجة حاجة؟ فأخبرته، فقال: ((بلى لعمري))، فرجعت إليها فأخبرتها بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالت: أغد علينا إذا أصبحت غدا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، وألبسوا أبا خديجة حلة، وضربوا عليه قبة، فكلمت أخاها فكلم أباها، وأخبرته برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمكانه، وبأنه سأل أن يزوجه خديجة، فزوجه، فصنعوا من البقرة طعاما، فأكلنا منه، ونام أبوها ثم استيقظ، فقال: ما هذه الحلة، وهذه القبة، وهذا الطعام. قالت له ابنته التي كلمت عمارا هذه الحلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك، وهذه بقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة، فأنكر أن يكون زوجه. وخرج


(١) فخلقته: أي ضمخته بطيب.
(٢) مجمع الزوائد ٩/ ٢٢٠ وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.

<<  <   >  >>