للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ينقص من شأنها أن تسعى لذلك، ولا يخرم مروءتها أن تهيىء السبل لذلك، وأن لا يكون المال أو المنصب أو الجاه أو الجمال فقط هي القيم التي تنطلق منها المرأة المسلمة.

إنه الدين أولا، والخلق ثانيا. ولو كان ذا فقر مدقع أو غرم مفظع.

٣ - (أما بعد فإن محمدا مما لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح به شرفا ونبلا وعقلا وفضلا. وإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل، وعارية مسترجعة).

فقد أدرك هذا المعنى أبو طالب على جاهليته، وكان لقيم الخلق والشرف والنبل وزن أكبر من المال الوفير والجاه العريض، وقيمه أبو طالب بأنه ظل زائل، وعارية مسترجعة.

فهل يدرك إخواننا وأخواتنا هذه المعاني التي أدركها الجاهليون قبل الإسلام، وينطلقون في زواجهم من هذه الأحكام؟!

٤ - إن الجانب الديني في سعي خديجة الحثيث، رضي الله عنها لتتزوج من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يبدو واضحا إلا من خلال الفقرة الأخيرة.

فهي تتابع الإرهاصات واحدة تلو الأخرى (١)، لقاء الراهب


(١) ذكر الفاكهي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان عند أبي طالب، فاستأذن أبا طالب في أن يتوجه إلى خديجة- أي ولعله بعد أن طلبت منه - صلى الله عليه وسلم - الحضور إليها وذلك قبل أن يتزوجها- فأذن له، وبعث بعده جارية له يقال لها نبعة. فقال: انظري ما تقول له خديجة، =

<<  <   >  >>