شعبه واجتمعو إليه. وخرج من بني هاشم أبو لهب إلى قريش فظاهرهم) (١).
١ - أسلوب المقاطعة الذي مر آنفا من أغرب الأساليب وأخطرها في مواجهة الدعوة، وهو يتكافأ مع مدى القوة التي وصلت إليها الدعوة في محاولة من المحاولات اليائسة للإجهاز عليها وإفنائها، وإن كان أسلوب الاغتيال ينال شخص قائد الدعوة وعصبها الرئيسي، فأسلوب المقاطعة يتناول كل فرد فيها، بل يتناول كل فرد يناصرها أو يذوذ عنها أو يتعاطف معها.
٢ - وما يفعله الطغاة اليوم في مواجهة الدعاة إلى الله من حرمانهم من أبسط حقوق حياتهم؛ حق العمل لكسب القوت، يطردونهم من وظائفهم ليموتوا جوعا، ويستلبون بيوتهم وممتلكاتهم، والحكم بالسجن والقتل على كل من تتحرك له دوافع الإنسانية في أن يجمع مالا لإطعام عائلاتهم المنكوبة، واعتباره مجرما مثلهم، بل يحرمونهم حتى من حق الهجرة أو الفرار فيحتجزون وثائقهم وجوازات سفرهم، ويوزعون صورهم وأسماءهم على كل مكان أو مركز من مراكز مغادرة بلدهم، ليفنوهم عن آخرهم .. كل هذه الأمور في الحقيقة صور من صور المقاطعة لإبادة الدعاة إلى الله واستئصالهم عن بكرة أبيهم.
٣ - ولا يشتفي الطغاة بذلك حيث يمتد سلطانهم فيعملون لدى حلفائهم لإخراجهم من دولهم، أو تسليمهم لهم، ويصادرون أفكارهم وكتبهم في