للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحبسوه، فلم يزل محبوسا حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى، ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، فرجع متغير الحال قد حرج (يعني غلظ) فكفت أمه عنه من العذل) (١).

وعن عمر بن عبد العزيز قال: أقبل مصعب بن عمير ذات يوم، والنبي (ص) جالس في أصحابه، عليه قطعة نمرة (٢) قد وصلها بإهاب (٣)، قد ردنه (٤) ثم وصله إليها. فلما رآه أصحاب رسول الله (ص) نكسوا رؤوسهم رحمة له، ليس عندهم ما يغيرون عنه، فسلم فرد عليه النبي (ص)، وأحسن عليه الثناء وقال: ((الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها، لقد رأيت هذا (يعني مصعبا) وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه، ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير، في حب الله ورسوله)) (٥).

(د) وتلك فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وقد دخل عمر عليها فقال: (ما هذه الهيمنة التي سمعت؟ قالت له: ما سمعت شيئا؛ قال: بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه، وبطش بختنة سعيد بن زيد، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها، فضربها، فشجها؛ فلما فعل قالت له أخته وختنه: نعم قد أسلمنا


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٨٢/ ٣.
(٢) نمرة: بردة من صوف تلبسها الأعراب.
(٣) إهاب: قطعة من جلد.
(٤) ردنه: جعل له كما.
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ٨٢/ ٣.

<<  <   >  >>