بني عبد مناف، بنو نوفل وعميدهم المطعم بن عدي، وبنو عبد شمس، وسادتهم عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، وتمزق كلمة بني عبد مناف، وانقسامهم تجعل العبء أضخم، وتجعل أبا طالب وإخوانه من بني هاشم وحدهم في الساحة. أرى أخوينا من أبينا وأمنا ... إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا ... هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر وأمام ضراوة الحرب، فقد عمد أبو طالب إلى بني هاشم وبني المطلب، فرعي بني عبد مناف ليكونوا يدا واحدة وراء محمد (ص).
إنها أعراف جاهلية بحتة، تقوم على أساس القبلية والحسب والنسب، وتسخر كلها لخدمة دين الله ودعوته ورسوله.
(وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب، فدعاهم إلى ما هو عليه، من منع رسول الله (ص) والقيام دونه فاجتمعا إليه وقاموا معه، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلا ما كان من أبي لهب، عدو الله الملعون.
فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره من جهدهم معه، وحدبهم عليه، جعل يمدحهم، ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله (ص) فيهم، ومكانه منهم ليشد لهم رأيهم، وليحدبوا معه على أمره، فقال: إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرها وصميمها
وإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها