وإن فخرت يوما فإن محمدا ... هو المصطفى من سرها وكريمها
تداعت قريش غثها وثمينها ... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنا قديما لا نقر ظلامة ... إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها) (١)
لقد حرص أبو طالب على الإشادة ببني عبد مناف ليشارك بنو المطلب بهذا الفضل مع بني هاشم، وليفسح المجال مفتوحا أمام أخويهم بني عبد شمس بن عبد مناف، وبني نوفل بن عبد مناف لينضما لحلف أبي طالب، لحماية عميد بني عبد مناف محمد بن عبد الله (هو المصطفى من سرها وكريمها)، واستطاع بهذا الموقف أن يهيىء حرية الدعوة إلى الله للرسول (ص) في كل أرض وفي كل ناد، وفي كل موسم.
وحين حاول أبو جهل أن يخفر جوار أبي طالب - كما رأينا من قبل - تصدى له حمزة، فشجه بقوسه وقال له: تشتم محمدا وأنا على دينه، فرد علي ذلك إن استطعت.
إنها ظاهرة فذة أن تقوم الجاهلية بحماية من يسب آلهتها، ويعيب دينها، ويسفه أحلامها، وباسم هذه القيم يقدمون المهح والأرواح، ويخوضون المعارك والحروب، ولا يمس محمد بسوء.
(د) (فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرمة مكة، وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو