للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(د) ويكفينا عن هذه الأمور جميعا أهم جانبين في جعفر بن أبي طالب، شهد له بهما رسول الله (ص) وهما: خلق جعفر القابس من مشكاة النبوة، وجمال خلقه المنحدر من أصلاب النبوة.

فعن عبد الله بن أسلم مولى رسول الله (ص) أن رسول الله (ص) قال لجعفر: ((أشبهت خلقي وخلقي)) (١).

فالخطيب بين يدي النجاشي عنده سمة النبي (ص) في هيئته، وسمته في خلقه، وكفى بذلك خرا، فطاقات النجاح المهمة إذن متوفرة لديه.

٩ - اختار جعفر رضي الله عنه للإجابة التي وجدها فرصة سانحة بين يدي النجاشي الأسلوب الأمثل في العرض من خلال الخطوات التالية:

(أ) وصف ما كان عليه أهل الجاهلية، وركز على الصفات الذميمة التي لا تنتزع إلا بنبوة.

(ب) عرض شخصية الرسول (ص) في هذا المجتمع الآسن المليىء بالرذائل.

وكيف كان بعيدا عن هذه النقائص كلها، ومعروفا بنسبه وصدقه وأمانته وعفافه. فهو المؤهل للرسالة.

(ج) تحدث عن المبادىء العامة للدعوة أو عرض أخلاقيات هذا الدين التي تلتقي مع كل أخلاقيات دعوات الأنبياء، نبذ عبادة الأوثان، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن


(١) مجمع الزوائد ٢٧٣/ ٩ وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن.

<<  <   >  >>