(... فبعثت قريش في آثارعم عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وعمرو بن العاص السهمي، وأمروهما أن يسرعا السير حتى يسبقاهم إلى النجاشي. ففعلا، فقدما على النجاشي فدخلا عليه، فقالا له:
إن هذا الرجل الذي بين أظهرنا، وأفسد فينا، تناولك ليفسد عليك دينك، وملكك، وأهل سلطانك، ونحن لك ناصحون .. وأنت لنا عيبة صدق، تأتي إلى عشيرتنا بالمعروف، ويأمن تاجرنا عندك، فبعثنا قومنا إليك لننذرك فساد ملكك، وهؤلاء نفر من أصحاب الرجل الذي خرج فينا، ونخبرك بما نعرف من خلافهم الحق، أنهم لا يشهدون أن عيسى بن مريم إلها ولا يسجدون لك إذا دخلوا عليك، فادفعهم إلينا فلنكفيكهم.
فلما قدم جعفر وأصحابه وهم على ذلك من الحديث، وعمر وعمارة عند النجاشي وجعفر وأصحابه على ذلك الحال، قال: فلما رأوا أن الرجلين قد سبقا ودخلا، صاح جعفر على الباب: يستأذن حزب الله.
فسمعها النجاشي، فأذن لهم، فدخلوا عليه، فلما دخلوا وعمرو وعمارة عند النجاشي، قال: أيكم صاح عند الباب؟ فقال جعفر: أنا هو. فأمره، فعاد لها، فلما دخلوا وسلموا تسليم أهل الإيمان، ولم يسجدوا له، فقال عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد: ألم نبين لك خبر القوم؟ فلما سمع النجاشي ذلك أقبل عليهم فقال: