لما توفي أبو طالب خرج النبي (ص) إلى الطائف ماشيا على قدميه يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال:(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا قوة إلا بك)) (١). قال ابن إسحاق (بسنده السابق):
فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة، وما لقي، تحركت له رحمهما، فدعوا غلاما لهم نصرانيا يقال له عداس، فقالا له: خذ قطفا من هذا العنب، فضعه في هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له: يأكل منه، ففعل عداس، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله (ص) ثم قال له: كل. فلما وضع رسول الله (ص) فيه يده قال: ((بسم الله)) ثم أكل، فنظر عداس في وجهه، ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله (ص): ((ومن أي البلاد أنت يا عداس؟ وما دينك؟)) قال: نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى، فقال رسول الله (ص):
(١) مجمع الزوائد للهيثمي ٣٦/ ٦ وقال: رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات.