للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟)) فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله (ص): ((ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي)) فأكب عداس على رسول الله (ص) يقبل رأسه ويديه وقدميه.

قال: يقول ابنا رييعة أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك، فلما جاءهما عداس قالا له: ويلك يا عداس! ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قال: يا سيدي ما في الأرض خير من هذا، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي؟ قالا له: ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه) (١). وزاد التيمي:

(أن عداسا حين سمعه يذكر يونس بن متى قال: والله لقد خرجت منها (يعني نينوى) وما فيها عشرة يعرفون ما متى، فمن أين عرفت أنت متى، وأنت أمي وفي أمة أمية ..) (٢). وعن عروة بن الزبير قال:

(... واجتمعوا يستهزئون برسول الله (ص). وقعدوا له صفين على طريقه فأخذوا بأيديهم الحجارة، فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجار، وهم في ذلك يستهزئون ويسخرون، فلما خلص من صفيهم وقدماه تسيلان الدماء، عمد إلى حائط كرومهم فأتى ظل حبلة من الكرم (٣) فجلس


(١) السيرة النبوية لابن هشام ٤٢١/ ١.
(٢) الروض الأنف للسهيلي١٧٩/ ٢.
(٣) الحبلة من العنب: بالضم الكرم من العنب أو أصل من أصوله.

<<  <   >  >>