للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أصلها مكروبا موجعا تسيل قدماه الدماء ..) (١).

وقد روى الإمام أحمد عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالد بن أبي جبل العدواني: (أنه أبصر رسول الله (ص) في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس - أو عصى - حين أتاهم يبتغي عندهم النصر، فسمعته يقول: {والسماء والطارق} حتى ختمها. قال: فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك، ثم قرأتها في الإسلام. قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه) (٢).

وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه (أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي (ص) حدثته أنها قالث للنبي (ص): هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: ((لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقة إذ عرضت نفسي على عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت، وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (٣)، فرفعت رأسي، فإذا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد. فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (٤)؟)


(١) مغازي رسول الله (ص) لعروة بن الزبير ١١٨.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٥٠.
(٣) قرن الثعالب: هو قرن المنازل وهو ميقات أهل نجد، تلقاء مكة على يوم وليلة منها.
(٤) الأخشبين: الجبلين العظيمين. والأخشبان: جبلا مكة: أبو قبيس والأحمر؛ أو قعيقعان.

<<  <   >  >>