للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال النبي (ص): ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)) (١).

قال ابن إسحق (بسنده السابق):

ثم إن رسول الله (ص) انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خير ثقيف، حتى إذا كان بنخلة (٢). قام من جوف الليل يصلي، فمر عليه النفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى. وهم - فيما ذكر لي - سبعة نفر من جن أهل نصيبين، فاستمعو له، فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا، وأجابوا إلى ما سمعوا، فقص الله خبرهم عليه (ص) قال الله عز وجل: {وإذا صرفها إليك نفرا من الجن ..} إلى قوله تعالى: {... ويجركم من عذاب أليم} (٣).

...

١ - مع وفاة أبي طالب أخذت المحنة أبعادا جديدة، ومضت قريش دون قيد في صب الأذى على النبي (ص). وكما قال عليه الصلاة والسلام: ((ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب)) (٤).

كان لا بد من البحث عن موقع جديد تنطلق منه الدعوة، بعد


(١) البخاري ك. بدء الخلق ٥٩ ب. إذا قال أحدكم آمين ح ٧ م ٢ ص ١٤٠ واللفظ له ومسلم ك. الجهاد والسير ٣٢ ب. ما لقي النبي (ص) ٣٩ ح ١١١ و ٣ ص ١٤٢٠.
(٢) نخلة: أحد واديين على مسيرة ليلة من مكة.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ٤٢٢/ ١.
(٤) رواه ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير كلهم ثقات - وأورده البيهقي في الدلائل (ما زالت قريش كاعين (جبناء) عني حتى مات أبو طالب) ٣٤٩/ ٢.

<<  <   >  >>