للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صعصعة. قال: ((من أي عامر بن صعصعة؟)) قالوا: بنو كعب بن ربيعة. قال ((كيف المنعة؟)) قلنا: لا يرام ما قبلنا، ولا يصطلى بناربا. قال: فقال لهم: ((إني رسول الله وآتيكم لتمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي، ولا أكره أحدا منكم على شيء)) قالوا: ومن أي قريش أنت؟ قال: ((من بني عبد المطلب)) قالوا: فأين أنت من عبد مناف؟ قال: ((هم أول من كذبني وطردني)) قالوا: ولكنا لا نطردك، ولا نؤمن بك، وسنمنعك حتى تبلغ رسالة ربك. قال: فنزل إليهم والقوم يتسوقون، إذ أتاهم بحيرة بن فراس القشيوي، فقال: من هذا الرجل أراه عندكم أنكره؟ قالوا: محمد بن عبد الله القرشي، قال: فما لكم وله؟ قالوا: زعم أنه رسول الله (ص) فطلب إلينا أن نمنعه حتى يبلغ رسالة ربه، قال: ماذا رددتم عليه؟ قالوا: بالترحيب والسعة، نخرجك إلى بلادنا، ونمنعك مما نمنع منه أنفسنا، قال بحيرة: ما أعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشد من شيء ترجعون به بدءا، ثم لتنابذوا الناس، وترميكم العرب عن قوس واحدة، قومه أعلم به، لو آنسوا منه خيرا لكانوا أسعد الناس به. أتعمدون إلى زعيق (١) قد طرده قومه وكذبوه، فتؤونه وتنصرونه؟! فبئس الرأي رأيتم. ثم أقبل على رسول الله (ص) فقال: قم فالحق بقومك فوالله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك. فقام نول الله (ص) إلى ناقته فركبها فغمز الخبيث بحيرة شاكلتها (٢)، فقمصت برسول الله (ص) فألقته.

وعند بني عامر يومئذ ضباعة ابنة عامر بن قرط، كانت من النسوة


(١) زهيق: مطرود ومضيق عليه.
(٢) شاكلتها: خاصرتها.

<<  <   >  >>