اللاتي أسلمن مع وسول الله () بمكة، جاءت زائرة إلى بني عمها، فقالت: يا آل عامر - ولا عامر لي - أيصنع هذا برسول الله بين أظهكم، لا يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاثة من بني عمها إلى بحيرة، واثنين أعاناه. فأخذ كل رجل منهم رجلا فجلد به الأرض ثم جلس على صدره، ثم علوا وجوههم لطما. فقال رسول الله (ص): ((اللهم بارك على هؤلاء، والعن هؤلاء)) قال: فأسلم الثلاثة الذين نصروه، وقتلوا شهداء وهم غطيف وغطفان ابنا سهل، وحزن بن عبد الله بن سلمة رضي الله عنهم، وقد روي هذا الحديث بتمامه الحافظ سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه عن أبيه به) (١) اه ..
...
١ - لقد كان جواب كندة متناسقا مع طبيعتهم، فهم ملوك العرب في اليمن، ومن أجل ذلك كان جل تفكيرهم ينصب على هذا الملك، واشترطوا على رسول الله (ص) ليمنعوه أن يكون لهم الأمر والملك من بعده. وقصاري ما يفكرون به هو استقرار هذا الأمر بيدهم إن نصروا رسول الله (ص) على عدوه فانتصر. غير أن الجواب النبوي المنطلق من مبادىء هذا الدين:((الأمر لله يضعه حيث يشاء)).
فليس الأمر صراعا على الحكم أو تسابقا على السلطة، إن الأمر انتشار هذه الدعوة وتبليغها، وسوف تكون العاقبة للمتقين، فالحماية المشروطة بشرط مغاير لمبادىء هذا الدين، حماية مرفوضة.
ويقظة الدعاة إلى الله في هذا الأمر، وفقههم لهذه القضية هو