فأنجبن سادة أهل الأرض علما وفقها وفضلا - آنذاك - علي بن الحسين زين العابدين، وسالم بن عبد الله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
٣ - (((إني رسول الله وآتيكم لتمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي، ولا أكرهكم على شيء) قالوا: ولكننا لا نطردك، ولا نؤمن بك، وسنمنعك حتى تبلغ رسالة ربك).
فنحن أمام خط أصيل من خطوط الدعوة، ومرحلة من المراحل تمر فيها، بل تسعى إلى الوصول إليها. وهو أن توجد السلطة المحايدة التي تضمن حرية الدعوة، وحرية التبليغ، والحماية لها من الإبادة والقتل.
ولا شك أن النظام الذي ينطلق في مفاهيمه ومبادئه وأعرافه من حرية الناس في ما يدعون ويعتقدون، ويضمن لهم هذه الحرية، وهو خير قطعا من النظام الذي يقتل الناس على معتقداتهم، ويخنق حرية التعبير عندهم وحرية الرأي.
وقد تجد الدعوة الإسلامية نفسها في مرحلة من المراحل، تسعى وتساهم للوصول إلى هذا النظام، وهو مرحلة سابقة لحكم الإسلام، بل يمكن القول: أن حكم الإسلام غالبا يتم عن هذا الطريق، طريق القوة المحايدة، سواء أآمنت بالإسلام أم لم تؤمن - والتي تخلي بين الناس وبين ما يعتقدون، وعندئذ ستكون الغلبة للإسلام - لا بقوة السيف وإرهاب السلطة، إنما بقناعات الناس وتدينهم لهذا الدين، وعندئذ إذا