للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفوس إلا بالإسلام، وبرسول الإسلام الذي زرع في النفوس هذه الثقة العظيمة التي غيرت واقع الأرض كله.

والذين يباهون بذي قار، ولمجد العربي فيه، يجب عليهم أن يعرفوا أن الفضل في النصر فيها لهذا اللقاء المذكور، والذي يرد تفصيلات عنه بعد في رواية أخرى.

قال: (فلم يلبث رسول الله (ص) إلا يسيرا حتى خرج إلى أصحابه فقال لهم: ((احمدوا الله كثيرا، فقد ظفرت اليوم أبناء ربيعة بأهل فارس، قتلوا ملوكهم، واستباحوا عسكرهم وبي نصروا)) (١).

وقد ورد هذا من طريق أخرى، وفيه أنهم لما تحاربوا هم وفارس والتقوا معهم بقراقر - مكان قريب من الفرات - جعلوا شعارهم اسم محمد (ص). فنصروا على فارس بذلك، وقد دخلوا بعد ذلك في الإسلام) (٢).

فهذه الأمة قد ابتعثها الله تعالى من القرآن، وأخرجت إخراجا من أثر هذا الكتاب المنزل على محمد بن عبد الله (ص).

ولم يمر على هذا الوعد الذي وعد به رسول الله (ص) بالنصر عشرون عاما حتى كانت بنات كسرى سبايا في المدينة، ثم كان أن نكحهم الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن أبي بكر،


(١) دلائل النبوة لأبي نعيم ص ٢٤٣. ورواه عن خالد بن سعيد عن أبيه عن جده.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ١٥٩.

<<  <   >  >>