٤ - وعرض رسول الله (ص) لمبادىء العقيدة الأساسية بحيث استأثر بقلب مفروق فقال: (دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك).
ليدل دلالة واضحة على عظمة هذا الداعية وهذه الدعوة، بحيث تكون قادرة على اجتذاب القلوب إليها، والسيوف لحمايتها، يوم يزول الغبش والتشويه، والعوائق من طريقها .. والداعية العظيم هو الذي يقتفي أثر سيد الدعاة محمد (ص) في فن الدعوة وأصولها.
٥ - ولا يترك رسول الله (ص) القوم، إلا أصدقاء لهذه الدعوة وهذا الدين ولم يعلنوا استجابتهم له، حين لا يجد حرجا من الثناء عليهم - على كفرهم - بقوله:((ما أسأتم الرد حين أفصحتم بالصدق)) وفي غيابهم قال عليه الصلاة والسلام: ((أية أخلاق للعرب كانت في الجاهلية ما أشرفها بها يتحاجزون في الحياة الدنيا)).
ودعاة اليوم نناديهم أن يتعلموا هذه الأصول في فقه التخاطب مع الرجال والجماعات، والأصدقاء والأعداء، لا أن يكون همهم السب والشتم للجاهلية، بكل ما فيها، لينفروا منها الناس كافة ولا يبقوا لهم صديقا يتعاطف معهم، ليكونوا كما قال الله تعالى لهم:{ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}(١).
٦ - ونود أخيرا أن يبقى في ذهن الدعاة، ظاهرة أبي طالب، وظاهرة أبي