للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤذوك. قال: ((والله لأحدثهموه)) قالت: فقلت لجاية لي حبشية: ويحك اتبعي رسول الله (ص) حتى تسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له. فلما خرج رسول الله (ص) إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا: ما آية ذلك يا محمد؟ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط. قال: ((آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة، فند (١) لهم بعيرهم فدللتهم عليه، وأنا موجه إلى الشام، ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان، فوجدت القوم نياما، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء فكشفت غطاءه، وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان. وآية ذلك أن عيرهم الآن تصوب من البيضاء، ثنية التنعيم يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان إحداهما سوداء، والأخرى برقاء)) قالت: فابتدر القوم الثنية، فلم يلقهم أول من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه، ولم يجدوا فيه ماء. وسألوا الآخرين وهم بمكة، فقالوا: صدق والله، لقد أنفرنا في الودي الذي ذكره، وند لنا بعير، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه حتى أخذناه) (٢).

(وفي رواية يونس: أنه وعد قريشا بقدوم العير التي أرشدهم إلى البعير، وشرب إنائهم وأنهم سيقدمون ويخبرون بذلك. فقالوا: يا محمد متى يقدمون؟ فقال: ((يوم الأربعاء)) فلما كان ذلك اليوم ولم يقدموا، حتى قربت الشمس أن تغرب، فدعا الله فحبس الشمس حتى قدموا كما وصف.


(١) ند: هرب.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٤٠٢/ ١، ٤٠٣.

<<  <   >  >>