(٢) اختلف العلماء حول الإسراء كان يقظة أو مناما. يقول السهيلي: (وذهبت طائفة ثالثة منهم شيخنا القاضي أبو بكر رحمه الله إلى تصديق المقالتين، وتصحيح الحديثين، وأن الإسراء كان مرتين، إحداهما كان في نومه توطئة له، وتيسرا عليه، كما كان بدء نبوته الرؤيا الصادقة ليسهل عليه أمر النبوة، فإنه عظيم تضعف عنه القوى البشرية .. ورأيت المهلب في شرح البخاري قد حكى هذا القول عن طائفة من العلماء وأنهم قالوا: كان الإسراء مرتين: مرة في نومه، ومرة في يقظته ببدنه (ص). قال المؤلف: وهذا القول هو الذي يصح، وبه تتفق معاني الأخبار .. ورواة الحديثين حفاظ، فلا يستقيم الجمع بين الروايتين، إلا أن يكون الإسراء مرتين .. والرواة أثبات، ولا سبيل إلى تكذيب بعضهم ولا توهينهم) الروض الأنف للسهيلي ١٤٩/ ٣، ١٥٠.