للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرتني به، فقص عليهم رسول الله (ص) خبر ما رأى، وأنه جاء بيت المقدس هذه الليلة وصلى فيه، فمن بين مصدق وبين مصفر، تكذيبا له، واستبعادا لخبره. وطار الخبر بمكة، وجاء الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه، فأخبروه أن محمدا يقول كذا وكذا، فقال: إنكم تكذبون عليه، فقالوا: والله إنه ليقوله. فقال: إن كان قاله فلقد صدق. ثم جاء إلى رسول الله (ص) وحوله مشركو مكة، فسأله ذلك فأخبره، فاستعلمه عن صفات بيت المقدس، ليسمع المشركون ويعلموا صدقه فيما أخبرهم به) (١).

...

١ - من دلالات الإسراء برسول الله (ص) هو أن رسالة الله واحدة إلى خلقه وهي الإسلام {إن الدين عند الله الإسلام} وبه جاء الأنبياء من لدن آدم ونوح إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فهو يصلي إماما بالأنبياء، ويؤم بيت المقدس، الذي أقيم للناس ليعبدوا الله تعالى فيه بعد بيت الله الحرام. وهو القبلة الأولى للمسلمين، وأهميته بالنسبة للمسلمين وثيقة مثل أهمية بيت الله الحرام، ولو تحولت القبلة عنه، فمحمد (ص) خاتم النبيين وإمامهم.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((أنا أولى الناس بابن مريم، الأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبين ابن مريم نبي)) قال: كان أبو هريرة يقول: قال رسول الله (ص): ((مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه، ترك منه موضع لبنة،


(١) البداية والنهاية لابن كثير ٣/ ١٢٤.

<<  <   >  >>