للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فطاف بها النظار يتعجبون من حسن بنائه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها، فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة، ختم بي البنيان، وختم بي الرسل)) (١).

وقال رسول الله (ص): ((أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة)) قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: ((الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيننا نبي)) (٢).

٢ - وشرب رسول الله (ص) اللبن حين خير بينه وبين الخمر، وبشارة جبريل عليه الصلاة والسلام: هديت للفطرة. تؤكد أن هذا الإسلام دين الفطرة البشرية الذي ينسجم معها فالذي خلق الفطرة البشرية خلق لها هذا الدين الذي يلبي نوازعها واحتياجاتها ويحقق طموحاتها، ويكبح جموحها {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (٣).

وحين نرى الناس يجنحون عن هذا الدين، فلا شك أن فطرتهم قد فسدت.

ومهمة الداعية أن يعالج فساد هذه الفطرة بما حوت من ركام،


(١) شرح السنة للبغوي ٣٦٢١/ ١٣ وقال فيه: هذا حديث متفق على صحته رواه محمد عن قتيبة ٤٠٨/ ٦ وأخرجه مسلم عن قتيبة كلاهما عن إسماعيل بن جعفر ٢٢٨٦/ ٢٢.
(٢) شرح السنة للبغوي ١٣/ ٣٦١٩ وقال فيه: هذا حديث متفق على صحته أخرجاه من طريق عن أبي هريرة. البخاري ٣٥٢/ ٦ ومسلم ٢٣٦٥/ ١٤٥ في الفضائل.
(٣) الروم من الآية ٣٠.

<<  <   >  >>