للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشراف، فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف؟ فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال: ((الجنة)) قالو: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه.

وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال: والله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله (ص) في أعناقهم، وأما عبد الله بن أبي بكر فقال: ما قال ذلك العباس إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي بن سلول، فيكون أقوى لأمر القوم، فالله أعلم أي ذلك كان) (١).

وقل الإمام أحمد عن جابر قال:

مكث رسول الله (ص) بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم، بعكاظ ومجنة في المواسم بمنى يقول: ((من يؤويني، من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي، وله الجنة)) فلا يجد أحدا يؤويه، ولا ينصره .. حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر فيأتيه قومه، وذوو رحمه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمضي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله إليه من يثرب، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم تبق من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعا فقلنا: حتى متى نترك رسول الله (ص) يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا، حتى قدموا عليه الموسم، فوإعدناه العقبة، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: ((تبايعوني على السمع


(١) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٤٤٦.

<<  <   >  >>