للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني، إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة)) فقمنا إليه فبايعناه. وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم - وفي رواية البيهقي: وهو أصغر السبعين إلا أنا - فقال: رويدا يا أهل يثرب، فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل، إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وأن إخراجه اليوم مناوأة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه، فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله، قالوا: أمط (١) عنا يا أسعد، فوالله لا ندع هذه البيعة، ولا نسلبها (٢) أبدا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة) (٣).

...

١ - كما سبق وقلنا من قبل أن الدعوة في مكة وصلت إلى الطريق المسدود، وأن الحبشة على بعدها عن الأرض العربية لا تصلح قاعدة رئيسية للدعوة بمقدار ما تصلح قاعدة احتياطية، ومن الصعب أن تكون قاعدة انطلاق. وكانت المحاولات التي قام بها النبي (ص) مع القبائل العربية المجاورة والنائية ولكن دون جدوى، فقد أعد الله تعالى الخير لأهل يثرب،


(١) أمط: أي نح يدك وأبعدها.
(٢) نسلبها: لا نرفضها ولا نتركها.
(٣) مسند الإمام أحمد ج ٣/ ٣٢٢، و ٣٣٩. وقال ابن كثير: وقد رواه الإمام أحمد أيضا والبيهقي عن طريق داود بن عبد الرحمن العطار، زاد البيهقي عن الحاكم بسنده، وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

<<  <   >  >>