وعودة مصعب بن عمير رضي الله عنه، وقد خبر المكان والرجال إلى رسول الله (ص) قبل انتهاء العام، والموعد المقرر في أيام التشريق، حيث جاء وفد ضخم من أهل يثرب قرابة الثلاثمائة بينهم ما ينوف عن السبعين من المسلمين يؤكد انطلاقة جديدة للدعوة، وهؤلاء السبعون ونيف إنما يمثلون التجمع الإسلامي الضخم في المدينة، يصلحون للحماية والنصرة، خاصة وهم يحملون مبادىء الدين الجديد.
ورغم أن القوم مسلمون، وجنود ينفذون أوامر الله تعالى ورسوله، لكن هذا لم يمنع من الحوار الدقيق حول المهمة المطلوبة، ومدى قدرتهم على تنفيذها.
٤ - ومن قدر الله أن يكون المفاوض الأول العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (ص) وهو على دين قومه (١) ومن أجل ذلك لن يكون الحديث إلا سياسيا بحتا، يتناول موضوع الحماية والنصرة، لا موضوع المبدأ والعقيدة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرسول (ص) شرطه الأول، هو القدر على الحماية والمنعة، وأرادالمسلمون أن يسمعوا من قائدهم رسول الله (ص): (فخذ لنفسك ولربك ما أحببت).
(١) لا يبعد أن يكون العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قد أخفى إسلامه ليبقى قادرا على حماية الرسول (ص)، لكننا نتعامل مع ظاهر النص الذي يؤكد حضوره البيعة؛ وهو على دين قومه.