إن البون شاسع جدا بين البيعتين، وكلاهما قد تم بين الأنصار وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ومن أجل ذلك حين كان الأمر بهذه الخطورة، لم يكن حرجا أن يفتتح الحديث العباس بن عبد المطلب - وهو على دين قومه -ويوضح خطور البيعة ونتائجها.
إن وضوح الهدف أمام الدعاة إلى الله ووضوح تكاليفه هو الذي يصل بهم إليه، وإن مشاق الطريق لا بد أن تكون محسوبة في أي تخطيط للتمكين في الأرض من الدعاة ولمجاهدين. ٥ - وزيادة في التوثيق وتبصرة في نتائح هذا الأمر وخطورته، رأينا موقف العباس بن عبادة بن نضلة في الرواية الأولى، والبراء بن معرور في الرواية الثانية، وذلك حتى لا تكون العواطف هي التي تحكم الأمر. إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس.
وعلى نهكة الأموال وقتل الأشرف.
إخراجه مناوأة العرب كافة.
وقتل الخيار، وعض السيوف.
نقاط محددة لا بد أن تكون واضحة في البيعة، وهذه النتائج كلها متوقعة، ومن أجل هذا ذكر بها السيدان العظيمان.
وقبل السبعون البيعة على مناوأة العرب كافة، وحرب الأحمر والأسود من الناس ونهكة الأموال، وقتل الأشرف، وعض السيوف.