راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، فانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل (١).
٢ - قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله (ص) لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله (ص) وأبا بكر ثياب بياض، ويسمع المسلمون في المدينة مخزج رسول الله (ص) من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانطلقوا أيضا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه. فبصر برسول الله (ص) وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون .. فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله (ص) بظهرة الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله (ص) صامتا، فطفق من جاء من الأنصار يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله (ص)، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس عند ذلك رسول الله (ص)، فلبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله (ص) ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول (ص) بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين،
(١) البخاري: ك. فضائل أصحاب النبي (ص) مناقب الأنصار ٦٢ و ٦٣ ب. هجرة النبي (ص) وأصحابه إلى المدينة ٤٥ م ٢ ج ٥ ص ٧٣،٧٤.