٢ - الكتاب في بابه الأول بين المؤمنين والمسلمين من قريش ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، فهو يمثل كتلة المسلمين الواحدة. وهم جميعا أمة واحدة من دون الناس، فمفهوم الأمة قائم على أساس الدين.
٣ - المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم ويفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وقد ذابت الكيانات القبلية بين المهاجرين، وأصبحوا تجمعا واحدا تحت هذه الراية.
٤ - أخذ التنظيم الإسلامي في المدينة طابع القيادات القبلية، فأبقى وضع الناس على حاله من هذه الناحية، حيث أن الإسلام قد عم أكثر أبناء القبيلة، ولعل النقباء الاثني عشر يمثلون هذه التجمعات، ويتم حكمها من خلالهم.
٥ - وقد حدد الدستور نوعين من الالترمات المالية هي من مسؤولية هذا التنظيم هما: الدية، وفك العاني. فالدية تحملها القبيلة، وفك الأسير وتكاليفه المادية يحمله التنظيم على أفراده.
٦ - ومن الواجبات المالية كذلك على كل تجمع من هذه التجمعات، معالجة وضع الغارمين المثقلين بديونهم، وهذا يمكن المشاركة العامة فيه، فليس من خصوصيات التجمع الواحد.
(وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم) فهو ولاء جديد يقوم لله ورسوله ولا يقوم للقبيلة ونصر ابنها ظالما أو مظلوما كما كان من قبل:
لا يطلبون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
فالظالم الباغي يحاربه المجتمع كله، وهو تطور هائل في التاريخ البشري. وقد حدد رسول الله (ص) نصر الأخ الظالم بردعه عن ظلمه