٨ - (وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم) فلم تقر التجمعات القبلية للخزرج، وتجمع المهاجرين وتجمع الأوس، كي نشكل كتلا متصارعة .. إنما أقر هذا الواقع ليحقق التكافل لكل فرد، ويحدد المسؤولية عليه، أما عند البغي والظلم، فالبراءة من كل باغ وظالم ولو كان ولد أحدهم، والولاء لله ورسوله.
٩ - (ولا يقتل مؤمن مؤمنا بكافر، ولا ينصر كافرا على مؤمن) فمعالم دولة الإيمان في الأرض تحدد، ولا يمكن أن يتساوى المؤمن والكافر، وكما تبرز الدولة القومية معالمها بعدم التفريق بين أبنائها على أساس الدين.
لكنها تجعل لأبناء قوميتها الميزة والعلو، فدولة الإيمان كذلك لن تدع الرابطة القبلية أقوى من الرابطة الإسلامية. وتقبل التناصر بين المؤمن والكافر على المؤمن، وتبيح قتل المؤمن بالكافر لأن المؤمنين إخوة، وفي الوقت الذي تطالب جميع أبناء الأمة الإسلامية أن يكونوا يدا واحدة على الباغي والظالم ولو كان ولد أحدهم، تقف دون علو الكافرين على المؤمنين على المؤمنين نصرا وثأرا ..
١٠ - (وأن ذمة المسلمين واحدة يجير عليهم أدناهم) فكرامة أدنى فرد من المسلمين محفوظة، وكلمته تسري على جميع المسلمين، وإجارته لشخص
(١) نص الحديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: ((تمنعه من الظلم فذلك نصره إياك)) متفق عليه. انظر مشكاة المصابيح ١٣٨٥/ ٣ ح ٤٩٥٧.