للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اجتهاد في هذا المجال.

(فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رجلا أعرابيا أتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه .. فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ((من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله)) (١).

وفي رواية: (سئل رسول الله (ص) عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العيا فهو في سبيل الله)) (٢).

(إنه لا يقاتل للاستيلاء على الأرض، ولا للاستيلاء على المكان .. ولا يقاتل ليجد الخامات للصناعات والأسواق للمنتجات، أو لرؤوس الأموال يستثمرها في المسعمرات وشبه المستعمرات!

إنه لا يقاتل لمجد شخص، ولا لمجد بيت، ولا لمجد طبقة، ولا لمجد دولة، ولا لمجد أمة، ولا لمجد جنس .. إنما يقاتل في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله في الأرض، ولتمكين منهجه من تصريف الحياة، ولتمتيع البشرية بخيرات هذا المنهج، وعدله المطلق بين الناس مع ترك كل فرد حرا في اختيار العقيدة التي يقتنع بها في ظل هذا المنهج الرباني الإنساني الإسلامي العام) (٣).

ولا بد من لفتة هنا إلى التصور الإسلامي للبلد والأرض والوطن: إن هذه


(١) و (٢) مسلم ك. الإمارة ٣٣ ب. من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ٤٢ ج ٣ ص ١٥١٢، ١٥١٣ ح ١٩٠٤.
(٣) في ظلال القرآن (سورة النساء) ج ٥ ص ٧٠٧.

<<  <   >  >>