للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} والشوكة: القوم، وغير ذات الشوكة: العير. فلما وعد الله إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا .. ثم إن رسول الله (ص) بعث ينظر ما قبل القوم فقال: رأيت سوادا ولا أدري، فقال رسول الله (ص): ((هم هم هلموا أن نتعاد)) فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا. وأخبرنا رسول الله (ص) بعدتنا، ذلك وقال: عدة أصحاب طالوت. ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا. فبدرت منا بادر أمام الصف، فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال: ((معي معي)) ثم إن رسول الله () قال: ((اللهم إني أنشدك وعدك)) فقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله (ص) أعظم من أن نشير عليه. والله أعظم من أن ننشده وعده. فقال: ((يابن رواحة لأنشدن الله وعده، فإن الله لا يخلف وعده)) فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله (ص) في وجوه القوم فانهزموا. فأنزل الله عز وجل: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..} فقتلنا وأسرنا. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما أرى أن يكون لك أسرى، فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار: إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا. فنام رسول الله (ص) ثم استيقظ فقال: ((ادعو لي عمر)) فدعي له فقال: ((إن الله عز وجل قد أنزل علي: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم} (١)))) (٢).


(١) الأنفال / ٦٧.
(٢) مجمع الزوائد ٦/ ٧٤ وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.

<<  <   >  >>