وهاجرت بطون كهلان عن اليمن، وانتشرت في أنحاء الجزيرة، وكانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم لضغط الرومان وسيطرتهم على طريق التجارة البحرية، وإفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام.
وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد، ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها. وعدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي، وقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول:(كذب النسابون)(١) فلا يتجاوز.
وروي عن عروة بن الزبير أنه قال: ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون (١).
وولد عدنان رجلين معد بن عدنان، وعك بن عدنان.
قال ابن هشام: فصارت عك في دار اليمن .. وترتفرقت بطون معد من ولده نزار. فكان لنزار أربعة أولاد تشعبت منهم أربع قبائل عظيمة: إياد وأنمار وبيعة ومضر وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما واتسعت أفخاذهما. فكان من ربيعة: أسد، وعنزة، وعبد القيس، وابنا وائل بكر وتغلب
وحنيفه وغيرها ..
(١) هناك جمع من العلماء كابن إسحاق والطبراني والبخاري يضعفون الحديث، ويرفعون النسب إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام. أما السيوطى فقد صححه ورواه عن ابن عساكر وابن سعد، انظر فيض القدير ٤/ ٦٢٣٧/ ص ٥٥٠.