للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي إسحاق قال: (سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما يقول: جعل النبي (ص) على الرجالة يوم أحد، عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم) (١).

قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد (٢) .. عن الزبير قال: (والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم (٣) هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه، وخلوا ظهورنا للجبل فأتينا من خلفنا، وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا منه أحد من القوم) (٤).

٧ - عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي (ص) وأبو طلحة بين يدي النبي (ص) مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة، فأشرق النبي (ص) ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان (٥) القرب على متونهما تفرغانه


(١) المصدر السابق ص ١٢٦ ب. إذا تصعدون.
(٢) رواه ابن اسحاق عن يحيى بن عباد (ثقة) عن عباد بن عبد الله بن الزبير (ثقة).
(٣) خدم هند: خلاخل هند.
(٤) السيرة النبوية لابن هشام ٧٧/ ٢، ٧٨.
(٥) تنقزان: تحملان.

<<  <   >  >>