للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من أبي طلحة مرتين أو ثلاثا) (١).

٨ - وعن جابر قال: انهزم الناس عن رسول الله (ص) يوم أحد وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار، وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون فقال: ((من لهؤلاء؟)) فقال طلحة: أنا يا رسول الله. فقال: ((كما أنت يا طلحة)) فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله. فقاتل عنه، وصعد رسول الله (ص) ومن بقي معه، ثم قتل الأنصاري، فلحقوه، فقال: ((ألا رجل لهؤلاء؟)) فقال طلحة مثل قوله. فقال رسول الله (ص) مثل قوله. فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله (ص) فقاتل وأصحابه يصعدون، ثم قتل فلحقوه، فلم يزل يقول مثل قوله الأول، ويقول طلحة: أنا يا رسول الله، فيحبسه، فيسأذنه رجل من الأنصار للقتال فيأذن له. فيقاتل مثل ما كان قبله.

حتى لم يبق معه إلا طلحة فغشوهما. فقال رسول الله (ص): ((من لهؤلاء؟)) فقال طلحة: أنا. فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله، وأصيبت أنامله. فقال: حس. فقال: ((لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك حتى تلج في جو السماء)) ثم صعد رسول الله (ص) إلى أصحابه وهم مجتمعون) (٢).

وعن أنس بن مالك: (أن رسول الله (ص) أفرد يوم أحد في


(١) البخاري ك. المغازي والسير ٦٤ ب. إذا همت طائفتان ١٨ ج ٥ ص ١٢٥.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ٤/ ٣٠ وقال: قال البيهقي في الدلائل: بإسناده من عمارة بن غزية (لا بأس به) عن أبي الزبير (صدوق) عن جابر.

<<  <   >  >>