للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووكل رسول الله (ص) بكل جانب من الخندق قوما يحفرونه فكان المهاجرون يحفرون من ناحية رابخ إلى ذباب، وكانت الأنصار يحفرون من ذباب إلى جبل أبي عبيدة) (١).

(د) ووقع في أيام الخندق معجزات باهرة من علامات نبوته (ص) كحديث الكدية (٢)، وهي قطع الجبل التي اعترضت لهم في حفر الخندق. فلم يعمل فيها المعاول وأعيت فيها الحيل، فأخذ رسول الله (ص) المعول وسمى الله وضربها فانهالت كالكثيب (٣). وكحديث أبي طلحة حيث بعث إنسانا بأقراص من شعير تحت إبطه، ففتها رسول الله (ص) وأطعم منها ثمانين. وكحديث جابر حث دعا النبي (ص) خامس خمسة على صاع من شعير وعناق (٤) ذبحها لهم. كما رأى النبي (ص) قد ربط حجرا على بطنه من الجوع. فبصق رسول الله (ص) في البرمة (٥) وفي العجين (ونادى يا أهل الخندق) وكانوا ألفا، على ما بهم من الجوع، فأشبعهم جميعا خبزا وثريدا ولحما. قال جابر: فأقسم بالله ولقد انصرفوا وإن برمتنا لتغط (٦) كما هي. وإن عجينتنا لتخبز (٧). وكقوله (ص) لما


(١) سبل الهدى والرشاد للصالحي ٤/ ٥١٣ - ٥١٥.
(٢) الكدية: الحجر الضخم الصلد.
(٣) الكثيب: التل من الرمل، والحديث في البخاري ك. ٦٤ ب. ٢٩ ج ٥ ص ١٣٨.
(٤) غناق: الأنثى من أولاد المعز.
(٥) البرمة: قدر من حجارة.
(٦) تغط: يشتد غليانها كما هي.
(٧) في البخاري ك. ٦٤ ب. غزوة الخندق ٢٩ ج ٥ ص ١٣٩.

<<  <   >  >>